الحسانى
مرحبا بكم فى منتديات الحسانى ونتمنى لكم قضاء اسعد الاوقات والافادة والاستفادة
الشعر الجاهلى واصحاب المعلقات جزء 3 56612912251530979803
الحسانى
مرحبا بكم فى منتديات الحسانى ونتمنى لكم قضاء اسعد الاوقات والافادة والاستفادة
الشعر الجاهلى واصحاب المعلقات جزء 3 56612912251530979803
الحسانى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ملتقى الاحبة http://hassany.egyptfree.ne
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولالشعر الجاهلى واصحاب المعلقات جزء 3 O10
مرحبا بكم فى منتديات الحسانى وكل عام وانتم بخير عوض الحسانى
مطلوب مشرفين ومشرفات لجميع اقسام المنتدى وعلى من يرغب فى ذلك ترك رسالة فى قسم الطلبات الخاصة وشكر ا لحسن تعاونكم

كل عام وحضراتكم بخيربمناسبة عيد الفطر المبارك اعاده الله علينا وعليكم وعلى الامة الاسلامية بالخيرواليمن والبركات مع تحيات الادارة
<br />كل سنة ومص كلها بخير وامن وامان بمناسبة العام الجديد 2017

 

 الشعر الجاهلى واصحاب المعلقات جزء 3

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عوض الحسانى
المدير عام
المدير عام
عوض الحسانى


عدد المساهمات : 195
تاريخ التسجيل : 31/12/2012
العمر : 59

الشعر الجاهلى واصحاب المعلقات جزء 3 Empty
مُساهمةموضوع: الشعر الجاهلى واصحاب المعلقات جزء 3   الشعر الجاهلى واصحاب المعلقات جزء 3 Emptyالخميس يناير 03, 2013 10:31 pm

الشعر الجاهلى واصحاب المعلقات
الخنساء بنت عمرو









شاعرة الرثاء في العصر الجاهلي

حياتها ونشأتها:
هي تماضر بنت عمرو بن الحرث بن الشريد السلمية، ولدت سنة 575 للميلاد ، لقبت بالخنساء لقصر أنفها وارتفاع أرنبتيه. عرفت بحرية الرأي وقوة الشخصية ونستدل على ذلك من خلال نشأتها في بيت عز وجاه مع والدها وأخويها معاوية وصخر، والقصائد التي كانت تتفاخر بها بكرمهما وجودهما، وأيضا أثبتت قوة شخصيتها برفضها الزواج من دريد بن الصمة أحد فرسان بني جشم ؛ لأنها آثرت الزواج من أحد بني قومها، فتزوجت من ابن عمها رواحة بن عبد العزيز السلمي، إلا أنها لم تدم طويلا معه ؛ لأنه كان يقامر ولا يكترث بماله،لكنها أنجبت منه ولدا ، ثم تزوجت بعدها من ابن عمها مرداس بن أبي عامر السلمي ، وأنجبت منه أربعة أولاد، وهم يزيد ومعاوية وعمرو وعمرة. وتعد الخنساء من المخضرمين ؛ لأنها عاشت في عصرين : عصر الجاهلية وعصر الإسلام ، وبعد ظهور الإسلام أسلمت وحسن إسلامها. ويقال : إنها توفيت سنة 664 ميلادية.

مقتل أخويها معاوية وصخر واستشهاد أولادها الأربعة:
قتل معاوية على يد هاشم ودريد ابنا حرملة يوم حوزة الأول سنة612 م ،فحرضت الخنساء أخاها صخر بالأخذ بثأر أخيه ، ثم قام صخر بقتل دريد قاتل أخيه. ولكن صخر أصيب بطعنة دام إثرها حولا كاملا، وكان ذلك في يوم كلاب سنة 615 م. فبكت الخنساء على أخيها صخر قبل الإسلام وبعده حتى عميت .
وفي الإسلام حرضت الخنساء أبناءها الأربعة على الجهاد وقد رافقتهم مع الجيش زمن عمر بن الخطاب، وهي تقول لهم : (( يا بني إنكم أسلمتم طائعين وهاجرتم مختارين ، ووالله الذي لا إله إلا هو إنكم بنو امرأة واحدة ما خنت أباكم ، ولا فضحت خالكم ، ولا هجنت حسبكم ولا غيرت نسبكم ، وقد تعلمون ما أعد الله للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب الكافرين، واعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية، يقول الله عز وجل يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون).
فإذا أصبحتم غدا إن شاء الله سالمين فأعدوا على قتال عدوكم مستبصرين، وبالله على أعدائه مستنصرين، فإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها، واضطرمت لظى على سياقها، وجللت نارا على أوراقها، فتيمموا وطيسها، وجالدوا رئيسها عند احتدام حميسها تظفروا بالغنم والكرامة في الخلد والمقامة…)). ،
وأصغى أبناؤها إلى كلامها، فذهبوا إلى القتال واستشهدوا جميعا، في موقعة القادسية . وعندما بلغ الخنساء خبر وفاة أبنائها لم تجزع ولم تبك ، ولكنها صبرت، فقالت قولتها المشهورة: ((الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته)). ولم تحزن عليهم كحزنها على أخيها صخر ، وهذا من أثر الإسلام في النفوس المؤمنة ، فاستشهاد في الجهاد لا يعني انقطاعه وخسارته بل يعني انتقاله إلى عالم آخر هو خير له من عالم الدنيا ؛ لما فيه من النعيم والتكريم والفرح ما لا عين رأت ولا أ\ن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ، فرحين بما آتاهم ربهم " .

شعرها وخصائصه:
تعد الخنساء من الشعراء المخضرمين ، تفجر شعرها بعد مقتل أخويها صخر ومعاوية ، وخصوصا أخوها صخر ، فقد كانت تحبه حبا لا يوصف ، ورثته رثاء حزينا وبالغت فيه حتى عدت أعظم شعراء الرثاء. ويغلب على شعر الخنساء البكاء والتفجع والمدح والتكرار؛ لأنها سارت على وتيرة واحدة ، ألا وهي وتيرة الحزن والأسى وذرف الدموع ، وعاطفتها صادقة نابعة من أحاسيسها الصادقة ونلاحظ ذلك من خلال أشعارها. وهناك بعض الأقوال والآراء التي وردت عن أشعار الخنساء ومنها :
يغلب عند علماء الشعر على أنه لم تكن امرأة قبلها ولا بعدها أشعر منها. كان بشار يقول: إنه لم تكن امرأة تقول الشعر إلا يظهر فيه ضعف، فقيل له: وهل الخنساء كذلك، فقال تلك التي غلبت الرجال
قال نابغة الذبياني: (( الخنساء أشعر الجن والإنس)). فإنكان كذلك فلم لم تكن من أصحاب المعلقات ، وأظن أن في هذا القول مبالغة . أنشدت الخنساء قصيدتها التي مطلعها:


قذى بعينيك أم بالعين عوار ذرفت إذ خلت من أهلها الدار

لنابغة الذبياني في سوق عكاظ فرد عليها قائلا : لولا أن الأعشى(أبا البصير) أنشدني قبلك لقلت أنكأشعر من بالسوق . وسئل جرير عن أشعر الناس فأجابهم: أنا، لولا الخنساء ، قيل فيم فضل شعرها عنك، قال: بقولها:


إن الزمان وما يفنى له عجب أبقى لنا ذنبا واستؤصل الرأس



إن الجديدين في طول اختلافهمالا يفسدان ولكن يفسد الناس

وكان الرسولrيعجبه شعرها وينشدها بقوله لها: ((هيه يا خناس ويوميء بيده)). (
أتى عدي عند رسول اللهrفقال له:- يا رسول الله إن فينا أشعر الناس، وأسخى الناس وأفرس الناس. فقال له النبيr: سمِّهم فقال: فأما عن أشعر الناس فهو امرؤ القيس بن حجر، وأسخى الناس فهو حاتم بن عدي(أباه) ، وأما عن أفرس الناس فهو عمرو بن معد يكرب فقال له الرسول r:- (( ليس كما قلت يا عدي، أما أشعر الناس فالخنساء بنت عمرو، وأما أسخى الناس فمحمد يعني نفسه r وأما أفرس الناس فعلي بن أبي طالب )) رضي الله عنه وأرضاه
بعض أشعارها في الرثاء:
تعكس أبيات الخنساء عن حزنها الأليم على أخويها وبالأخص على أخيها صخر، فقد ذكرته في أكثر أشعارها. وقد اقتطفت بعض من أشعارها التي تتعلق بالدموع والحزن، فهي في هذه القصائد تجبر عينيها على البكاء وعلى ذر ف الدموع لأخيها صخر، وكأنها تجبرهما على فعل ذلك رغما عنهما، وفي متناول أيدينا هذه القصائد :


ألا يا عين فانهمري بغدر وفيضي فيضة من غير نزر



ولا تعدي عزاء بعد صخر فقد غلب العزاء وعيل صبري



لمرزئة كأن الجوف منها بعيد النوم يشعر حر جمر

في هذه الأبيات نرى أن الخنساء دائمة البكاء والحزن والألم على أخيها ولم تعد تقوى على الصبر ، ودموعها لا تجف ، فهي - دائما - منهمرة بغزارة كالمطر ، وعزاؤها لأخيها صخر مستمر.


من حس لي الأخوين كالغصنين أو من راهما



أخوين كالصقرين لمير ناظر شرواهما



قرمين لا يتظالمان ولا يرام حماها



أبكي على أخوي والقبر الذي واراهما



لا مثل كهلي في الكهول ولا فتى كفتاهما

وهنايظهر في أبياتها المدح والثناء لأخويها صخر ومعاوية وذكر مآثرهما، والبكاء عليهما ، وعلى القبر الذي واراهما .
: ومن شعرها أيضا


يذكرني طلوع الشمس صخراً وأذكره لكل غروب شمس



ولولا كثرة الباكين حولي على إخوانهم لقتلت نفسي



وما يبكون على أخي، ولكن أعزي النفس عنه بالتأسي



فلا، والله، لا أنساك حتى أفارق مهجتي ويشص رمسي



فيا لهفي عليه، ولهف نفسي أيصبح في الضريح وفيه يمسي

وفي الأبيات السابقة ، وصفت الخنساء أخاها صخر بصفتين جميلتين ؛ أولاها: طلوع الشمس ، وفيه دلالة على الشجاعة ، وثانيهما : وغروب الشمس ، وفيه دلالة على الكرم ، وأيضا تبكيه وتعزي نفسها بالتأسي عليه، وأكدت بالقسم( فلا والله )على أنها لن تنساه أبداً. وفي يوم من الأيام طلب من الخنساء أن تصف أخويها معاوية وصخر، فقالت: أن صخرا كان الزمان الأغبر، وذعاف الخميس الأحمر. وكان معاوية القائل الفاعل. فقيل لها: أي منهما كان أسنى وأفخر ؟ فأجابتهم : بأن صخر حر الشتاء ، ومعاوية برد الهواء. قيل: أيهما أوجع وأفجع؟ فقالت: أما صخر فجمر الكبد ، وأما معاوية فسقام الجسد ثم قالت:


أسدان محمرا المخالب نجدةبحران في الزمن الغضوب الأنمر



قمران في النادي رفيعا محتدفي المجد فرعا سؤدد مخير

وعندما كانت وقعة بدر قتل عتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة، فكانت هند بنت عتبة ترثيهم، وتقول بأنها أعظم العرب مصيبة. وأمرت بأن تقارن مصيبتها بمصيبة الخنساء في سوق عكاظ ، وعندما أتى ذلك اليوم، سألتها الخنساء : من أنت يا أختاه؟ فأجابتها : أنا هند بنت عتبة أعظم العرب مصيبة، وقد بلغني أنك تعاظمين العرب بمصيبتك فبم تعاظمينهم أنت؟ فقالت: بأبي عمرو الشريد ، وأخي صخر ومعاوية . فبم أنت تعاظمينهم؟ قالت الخنساء: أوهم سواء عندك؟ ثم أنشدت هند بنت عتبة تقول:


أبكي عميدالأبطحين كليهما ومانعها من كل باغ يريدها



أبي عتبة الخيرات ويحك فاعلميوشيبة والحامي الذمار وليدها



أولئك آل المجد من آل غالب وفي العز منها حين ينمي عديدها

فقالت الخنساء:


أبكي أبي عمراً بعين غزيرةقليل إذا نام الخلي هجودها



وصنوي لا أنسى معاوية الذيله من سراة الحرتين وفودها



و صخرا ومن ذا مثل صخر إذا غدابساحته الأبطال قزم يقودها



فذلك يا هند الرزية فاعلميونيران حرب حين شب وقودها






من اشعار الخنساء في الرثاء
قصيدة جاهلية ترثي فيها أخيها صخر

قذىً بعينك أم بالعين عوار ... أم ذرفت إذ خلت من أهلها الدار

كأن دمعي لذكراه إذا خطرت ... فيضٌ يسيل على الخدين مدرار

تبكي خناس هي العبرى و قد ولهت ... و دونه من جديد الترب أستار

تبكي خناس فما تنفك ما عمرت ........ لها عليه رنينٌ و هي مفتار

تبكي خناس على صخرٍ و حق لها ... إذ رابها الدهر إن الدهر ضرار

لا بد من ميتةٍ في صرفها عبرٌ ... و الدهر في صرفه حولٌ و أطوار

قد كان فيكم أبو عمروٍ يسودكم ............ نعم المعمم للداعين نصار

صلب النحيزة و هابٌ إذا منعوا .. و في الحروب جريء الصدر مهصار

يا صخر وراد ماءٍ قد تناذره ........... أهل الموارد ما في ورده عار

مشى السبنتى إلى هيجاء معضلةٍ ......... له سلاحان أنيابٌ و أظفار

و ما عجولٌ على بوٍ تطيف به ... لها حنينان إعلانٌ و إسرار

ترتع ما رتعت حتى إذا ادكرت ... فإنما هي إقبالٌ و إدبار

لا تسمن الدهر في أرضٍ و إن رتعت ... فإنما هي تحنانٌ و تسجار

يوماً بأوجد مني يوم فارقني ... صخرٌ و للدهر إحلاءٌ و أمرار

و إن صخراً لوالينا و سيدنا ... و إن صخراً إذا نشتو لنحار

و إن صخراً لمقدامٌ إذا ركبوا ... و إن صخراً إذا جاعوا لعقار

و إن صخراً لتأتم الهداة به ... كأنه علمٌ في رأسه نار

جلدٌ جميل المحيا كاملٌ ورعٌ ... و للحرب غداة الروع مسعار

حمال ألويةٍ ، هباط أوديةٍ ... شهاد أنديةٍ ، للجيش جرار

نحار راغيةٍ ملجاء طاغيةٍ ... فكاك عانيةٍ للعظم جبار

فقلت لما رأيت الدهر ليس له ... معاتبٌ وحده يسدي و نيار

لقد نعى ابن نهيكٍ لي أخا ثقةٍ ... كانت ترجم عنه قبل أخبار

فبت ساهرةً للنجم أرقبه ... حتى أتى دون غور النجم أستار

لم تره جارةٌ يمشي بساحتها ... لريبةٍ حين يخلي بيته الجار

و لا تراه و ما في البيت يأكله ... لكنه بارزٌ بالصحن مهمار

و مطعم القوم شحماً عند مسغبهم ... و في الجدوب كريم الجد ميسار

قد كان خالصتي من كل ذي نسبٍ ... فقد أصيب فما للعيش أوطار

مثل الرديني لم تنفد شبيبته ... كأنه تحت طي البرد أسوار

جهم المحيا تضيء الليل صورته ... آباؤه من طوال السمك أحرار

مورث المجد ميمونٌ نقيبته ... ضخم الدسيعة في العزاء مغوار

فرعٌ لفرع كريمٍ غير مؤتشبٍ ... جلد المريرة عند الجمع فخار

في جوف لحدٍ مقيمٌ قد تضمنه ... في رمسه مقمطراتٌ و أحجار

طلق اليدين لفعل الخير ذو فجرٍ ... ضخم الدسيعة بالخيرات أمار

ليبكه مقترٌ أفنى حريبته ... دهرٌ و حالفه بؤسٌ و إقتار

و رفقةٌ حار حاديهم بمهلكةٍ ... كأن ظلمتها في الطخية القار

لا يمنع القوم إن سالوه خلعته ... و لا يجاوزه بالليل مرار


عنترة بن شداد
نحو (... - 22 ق. ه = ... - 601 م)


هو عنترة بن شداد بن عمرو بن معاوية بن مخزوم بن ربيعة، وقيل بن عمرو بن شداد، وقيل بن قراد العبسي، على اختلاف بين الرواة.



أشهر فرسان العرب في الجاهلية ومن شعراء الطبقة الولى. من أهل نجد. لقب، كما يقول التبريزي، بعنترة الفلْحاء، لتشقّق شفتيه. كانت أمه أَمَةً حبشية تدعى زبيبة سرى إليه السواد منها. وكان من أحسن العرب شيمة ومن أعزهم نفساً، يوصف بالحلم على شدة بطشه، وفي شعره رقة وعذوبة. كان مغرماً بابنة عمه عبلة فقل أن تخلو له قصيدة من ذكرها. قيل أنه اجتمع في شبابه بامرئ القيس، وقيل أنه عاش طويلاً إلى أن قتله الأسد الرهيفي أو جبار بن عمرو الطائي.

قيل إن أباه شدّاد نفاه مرّة ثم اعترف به فألحق بنسبه. قال أبو الفرج: كانت العرب تفعل ذلك، تستبعد بني الإماء، فإن أنجب اعترفت به وإلا بقي عبداً. أما كيف ادّعاه أبوه وألحقه بنسبه، فقد ذكره ابن الكلبي فقال: وكان سبب ادّعاء أبي عنترة إياه أنّ بعض أحياء العرب أغاروا على بني عبس فأصابوا منهم واستاقوا إبلاً، فتبعهم العبسيّون فلحقوهم فقاتلوهم عمّا معهم وعنترة يومئذ بينهم.
فقال له أبوه: كرّ يا عنترة.
فقال عنترة: العبد لا يحسن الكرّ، إنما يحسن الحلابَ والصرّ. فقال: كرّ وأنت حرّ

فكرّ عنترة وهو يقول: أنا الهجينُ عنتَرَه- كلُّ امرئ يحمي حِرَهْ
أسودَه وأحمرَهْ- والشّعَراتِ المشعَرَهْ
الواردات مشفَرَه
ففي ذلك اليوم أبلى عنترة بلاءً حسناً فادّعاه أبوه بعد ذلك والحق به نسبه. وروى غير ابن الكلبي سبباً آخر يقول:
إن العبسيين أغاروا على طيء فأصابوا نَعَماً، فلما أرادوا القسمة قالوا لعنترة: لا نقسم لك نصيباً مثل أنصبائنا لأنك عبد. فلما طال الخطب بينهم كرّت عليهم طيء فاعتزلهم عنترة وقال: دونكم القوم، فإنكم عددهم. واستنقذت طيء الإبل فقال له أبوه: كرّ يا عنترة. فقال: أو يحسن العبدُ الكرّ فقال له أبوه: العبد غيرك، فاعترف به، فكرّ واستنقذ النعم.

وهكذا استحق عنترة حرّيته بفروسيته وشجاعته وقوة ساعده، حتى غدا باعتراف المؤرخين حامي لواء بني عبس، على نحو ما ذكر أبو عمرو الشيباني حين قال: غَزَت بنو عبس بني تميم وعليهم قيس بن زيهر، فانهزمت بنو عبس وطلبتهم بنو تميم فوقف لهم عنترة ولحقتهم كبكبة من الخيل فحامى عنترة عن الناس فلم يُصَب مدبرٌ. وكان قيس بن زهير سيّدهم، فساءه ما صنع عنترة يومئذ، فقال حين رجع: والله ما حمى الناس إلا ابن السّوداء. فعرّض به عنترة، مفتخراً بشجاعته ومروءته:

إنيّ امرؤٌ من خيرِ عَبْسِ منصِباً- شطْرِي وأَحمي سائري بالمُنْصُلِ
وإذا الكتيبة أحجمت وتلاحظتْ- ألفيت خيراً من مُعٍِّم مُخْوَلِ
والخيلُ تعلمُ والفوارسُ أنّني- فرّقتُ جمعَهُم بضربةِ فيصلِ
إن يُلْحَقوا أكرُرْ وإن يُسْتَلْحموا- أشدُد وإن يُلْفوا بضنْكٍ أنزلِ
حين النزولُ يكون غايةَ مثلنا- ويفرّ كل مضلّل مُسْتوْهِلِ

وعنترة- كما جاء في الأغاني- أحد أغربة العرب، وهم ثلاثة: عنترة وأمه زبيبة، وخُفاف بن عُميْر الشّريدي وأمّه نُدْبة، والسّليك بن عمير السّعْدي وأمه السليكة.
ومن أخبار عنترة التي تناولت شجاعته ما جاء على لسان النضر بن عمرو عن الهيثم بن عدي، وهو قوله: "قيل لعنترة: أنت أشجعُ العرب وأشدّه قال: لا. قيل: فبماذا شاع لك في هذا الناس قال: كنت أقدمُ إذا رأيت الإقدام عزْماً، وأحجم إذا رأيت الإحجام حزماً ولا أدخل إلا موضعاً أرى لي منه مخرجاً، وكنت أعتمد الضعيف الجبان فأضربه الضربة الهائلة يطيرُ لها قلب الشجاع فأثنّي عليه فأقتله".
وعن عمر بن الخطاب أنه قال للحطيئة: كيف كنتم في حربكم قال: كنا ألف فارس حازم. وقال: وكيف يكون ذلك قال: كان قيس بن زهير فينا وكان حازماً فكنّا لا نعصيه. وكان فارسنا عنترة فكنا نحمل إذا حمل ونحجم إذا أحجم. وكان فينا الربيع بن زياد وكان ذا رأي فكنا نستشيره ولا نخالفه. وكان فينا عروة بن الورد، فكنا نأتمّ بشعره. فكنا كما وصفت لك. قال عمر: صدقت.
وتعدّدت الروايات في وصف نهايته، فمنها: أنّ عنترة ظل ذاك الفارس المقدام، حتى بعد كبر سنه وروي أنّه أغار على بني نبهان من طيء، وساق لهم طريدة وهو شيخ كبير فرماه- كما قيل عن ابن الأعرابي- زر بن جابر النبهاني قائلاً: خذها وأنا ابن سلمى فقطع مطاه، فتحامل بالرمية حتى أتى أهله ، فقال وهو ينزف: وإن ابنَ سلمى عنده فاعلموا دمي- وهيهات لا يُرجى ابن سلمى ولا دمي
رماني ولم يدهش بأزرق لهذَمٍ- عشيّة حلّوا بين نعْقٍ ومخرَم
وخالف ابن الكلبي فقال: وكان الذي قتله يلقب بالأسد الرهيص. وفي رأي أبي عمرو الشيباني أنّ عنترة غزا طيئاً مع قومه، فانهزمت عبس، فخرّ عن فرسه ولم يقدر من الكبر أن يعود فيركب، فدخل دغلا وأبصره ربيئة طيء، فنزل إليه، وهاب أن يأخذه أسيراً فرماه فقتله. أما عبيدة فقد ذهب إلى أن عنترة كان قد أسنّ واحتاج وعجز بكبر سنّه عن الغارات، وكان له عند رجل من غطفان بكر فخرج يتقاضاه إيّاه فهاجت عليه ريح من صيف- وهو بين ماء لبني عبس بعالية نجد يقال له شرج وموضع آخر لهم يقال لها ناظرة- فأصابته فقتلته.
وأيّاً كانت الرواية الصحيحة بين هذه الروايات، فهي جميعاً تجمع على أن عنترة مات وقد تقدّم في السنّ وكبر وأصابه من الكبر ضعف وعجز فسهل على عدوّه مقتله أو نالت منه ريح هوجاء، أوقعته فاردته. وعنترة الفارس كان يدرك مثل هذه النهاية، أليس هو القائل "ليس الكريم على القنا بمحرّم". لكن يجدر القول بأنه حافظ على حسن الأحدوثة فظلّ فارساً مهيباً متخلّقاً بروح الفروسية، وموضع تقدير الفرسان أمثاله حتى قال عمرو بن معدي كرب: ما أبالي من لقيتُ من فرسان العرب ما لم يلقَني حرّاها وهجيناها. وهو يعني بالحرّين: عامر بن الطفيل، وعتيبة بن الحارث، وبالعبدين عنترة والسليك بن السلكة.
مات عنترة كما ترجّح الآراء وهو في الثمانين من عمره، في حدود السنة 615م. وذهب فريق إلى أنه عمّر حتى التسعين وأن وفاته كانت في حدود السنة 625م. أما ميلاده، بالاستناد إلى أخباره، واشتراكه في حرب داحس والغبراء فقد حدّد في سنة 525م. يعزّز هذه الأرقام تواتر الأخبار المتعلّقة بمعاصرته لكل من عمرو بن معدي كرب والحطيئة وكلاهما أدرك الإسلام.
وقد اهتم المستشرقون الغربيون بشعراء المعلقات وأولوا اهتماماً خاصاً بالتعرف على حياتهم، فقد قالت ليدي آن بلنت وقال فلفريد شافن بلنت عن عنترة في كتاب لهما عن المعلقات السبع صدر في بداية القرن العشرين: من بين كل شعراء ما قبل الإسلام، كان عنترة، أو عنتر كما هو أكثر شيوعاً، أكثرهم شهرة، ليس لشعره بل لكونه محارباً وبطل قصة رومانسية من العصور الوسطى تحمل اسمه. وكان بالفعل فارساً جوالاً تقليدياً من عصر الفروسية، ومثل شارلمان والملك آرثر، صاحب شخصية أسطورية يصعب فصلها عن شخصيته في التاريخ.


وكان عنترة من قبيلة عبس، ابن شيخها شداد وأمه جارية حبشية أورثته بشرتها والطعن في شرعيته، عادة ما زالت سارية في الجزيرة عند البدو، كما أن قوانين الإسلام عجزت عن التخلص منها.
لذا أحتقر وأرسل في صباه ليرعى إبل والده مع بقية العبيد. مع ذلك أحب ابنة عمه النبيلة عبلة، ووفقاً للعادة العربية تكون الأفضلية في زواجها لابن عمها، فطلب يدها، لكنه رفض ولم يتغلب على تعصبهم إلا لحاجة القبيلة الملحة لمساعدته في حربها الطويلة مع قبيلة ذبيان. عندما هددت مضارب القبيلة بالسلب، طلب شداد من عنترة الدفاع عنها، لكن عنترة الذي يمكنه وحده حماية القبيلة من الدمار والنساء من السبي لشجاعته، قال إن مكافأته الاعتراف به كابن وهكذا تم الاعتراف به وأخذ حقوقه كاملة رغم رفضها مراراً في السابق.
باستثناء حبه لعبلة وأشعاره لها، كانت حياته سلسلة متواصلة من الغزوات والمعارك والأخذ بالثأر ، ولم يكن هناك سلام مع العدو طالما هو على قيد الحياة. مات أخيراً قتيلاً في معركة مع قبيلة طيء قرابة العام 615. بعد تدخل الحارث تم إحلال السلام.

كتبت قصة حب عنترة في القرن الثاني الهجري، وهي تحمل ملامح شخصية قبل الإسلام المنحولة مع الجن والكائنات فوق الطبيعية التي تتدخل دوماً في شؤون البطل، إلا أنها مثيرة للاهتمام كسجل للعصر المبكر الذي كتبت فيه، وإن لم يكن قبل الإسلام، وما تزال أهم القصص الشرقية الأصيلة التي قامت عليها قصص المسيحيين الرومانسية في العصور الوسطى. منع طولها من ترجمتها كاملة إلى الإنجليزية، لكن السيد تريك هاملتون نشر مختارات كافية لأحداثها الرئيسة تعود إلى العام 1819، وذكر في استهلاله لها " الآن ولأول مرة تقدم جزئياً إلى الجمهور الأوروبي ." اشتهرت في الشرق بفضل رواية المواضيع المحببة فيها في أسواق القاهرة ودمشق، لكنها غير مفضلة لدى الدارسين الذين لم يتسامحوا مع البذاءة التي تسربت للنص. مع ذلك، تحتوي على شعر جيد إذا أحسن ترجمته إلى الإنجليزية. قدمها هاملتون كاملة بشكل نثري، نثر على الطريقة اللاتينية التقليدية، الشائع في إنجلترا آنذاك.
وقال كلوستون عن عنترة، في كتاب من تحريره وتقديمه عن الشعر العربي: ولد عنترة بن شداد، الشاعر والمحارب المعروف، من قبيلة بني عبس في بداية القرن السادس. كانت أمه جارية أثيوبية أسرت في غزوة، فلم يعترف به والده لسنوات طوال حتى أثبت بشجاعته أنه يستحق هذا الشرف. يوصف عنترة بأنه أسود البشرة وشفته السفلى مشقوقة.
وعد والد عنترة ابنه بعد أن هوجمت مضارب القبيلة فجأة وسلبت أن يحرره إذا أنقذ النساء الأسيرات، مهمة قام بها البطل وحده بعد قتله عدداً كبيراً من الأعداء. أعترف بعنترة إثر ذلك في القبيلة وإن لم تتردد النفوس الحسودة عن السخرية من أصل أمه.
حفظت أعمال عنترة البطولية وشعره شفوياً، وأثمرت قصة فروسية رومانسية تدور حول حياته ومغامراته، تتسم بالغلو في الأسلوب (الذي تاريخياً ليس له أساس من الصحة). يقول فون هامر " قد يعتبر العمل كله رواية أمينة للمبادىء القبلية العربية، خاصة قبيلة بني عبس، التي ينتمي إليها عنترة في عهد نيشوفان، ملك بلاد فارس.

يعيد موت عنترة - كما يرويه المؤلفون - صدى التقاليد التي يصعب أن تدهش، لكنها ربما ليست أقل انسجاماً مع قوانين الإنصاف الشعري كما وردت في القصة الرومانسية. يقال أثناء عودته مع قطيع من الإبل غنمه من قبيلة طيء، أن طعنه أحد أفرادها بحربة بعد أن تبعه خفية حتى واتته الفرصة للأخذ بثأره. كان جرحه قاتلاً ورغم أنه كان طاعن السن إلا أنه ملك قوة كافية ليعود إلى قبيلته حيث مات ساعة وصوله.
أعجب الرسول بالقصص التي تروى عن شجاعته وشعره وقال " لم أسمع وصف عربي أحببت أن أقابله أكثر من عنترة."



وهذا ديون الشاعر الفارس عنترة بن شداد ويعتبر ديوانة من الشعر الاصيل .
وسيكون حسب الحروف الابجدية
((قافية الهمزة))

(رمت الفؤاد مليحة عذراء)قصيده رقم (1)

يقول عنتره معربا عن حبه لعبله بنت مالك العبسي:
رمت الفؤاد مليحة عذراء

.........بسهام لحظ مالهن دواء

مرت أوان العيد بين نواهد

.........مثل الشموس لحاظهن ظباء

فاغتالني سقمي الذي في باطني

.........أخفيته فاذاعه الإخفاء

خطرت فقلت قضيب بان حركت

.........أعطافه بعد الجنوب صباء

ورنت فقلت غزالة مذعورة

.........قد راعها وسط الفلاة بلاء

وبدت فقلت البدر ليلة تمه

.........قد قلدته نجومها الجوزاء

بسمت فلاح ضياءلؤلؤ ثغرها

.........فيه لداء العاشقين شفاء

سجدت تعظم ربها فتمايلت

.........لجلالها أربابنا العظماء

ياعبل مثل هواك أو أضعافه

.........عندي إذا وقع الإياس رجاء

إن كان يسعدني الزمان فإنني

........في همتي بصروفه أرزاء

::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::
((قافية الباء))

(ولا ينال العلى من طبعه الغضب) قصيده رقم(2)

وقال عنتره يفخر بنفسه وبقوته ,ويتوعد الملك النعمان بن المنذر:

لا يحمل الحقد من تعلوا به الرتب

.........ولا ينال العلا من طبعه الغضب

ومن يكن عبد قوم لا يخالفهم

.........إذا جفوه ويسترضي إذا عتبوا

قد كنت فيما مضا أرعى جمالهم

.........واليوم أحمي حماهم كلما نكبوا

لله در بني عبس لقد نسلوا

.........من الاكارم ماقد تنسل العرب

لئن يعيبوا سوادي فهو لي نسب

.........يوم النزال إذا مافاتني النسب

إن كنت تعلم يانعمان أن يدي

.........قصيرة عنك فالأيام تنقلب

اليوم تعلم يانعمان أي فتى

.........يلقي أخاك الذي قد غره العصب

إن الأفاعي وإن لانت ملامسها

.........عند التقلب في أنيابها العطب

فتى يخوض عمار الحرب مبتسما

.........وينثني وسنان الرمح مختصب

إن سل صارمه سالت مضاربه

.........وأشرق الجو وأنشقت له الحجب

والخيل تشهد لي أني أكفكفها

.........والطعن مثل شرار النار يلتهب

إذا ألقيت الأعادي يوم معركة

.........تركت جمعهم المغرور ينتهب

لي النفوس وللطير اللحوم

.........وللوحوش العظام وللخيالة السلب

لاأبعد الله عن عيني غطارفة

.........إنسا إذا نزلوا جنا إذا ركبوا

أسود غاب ولكن لا ينوب لهم

.........إلا لاسنة والهندية القضب

تعدوا بهم أعوجيات مضمرة

.........مثل السراحين في أعناقها القبب

مازلت ألقى صدور الخيل مندفقا

.........بالطعن حتى يضج السرج واللبب

فالعمي لو كان في أجفانهم نظروا

.........والخرص لو كان في أفواههم خطبوا

والنقع يوم طراد الخيل يشهد لي

.........والضرب والطعن والأقلام والكتب

::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::


((قافية التاء))

(سكت فغر أعدائي السكوت) القصيدة رقم(3)

لمانزل عنتره في بني عامر,بعيدا عن بني قومه الذين غاضبوه:

سكت فغر أعدائي السكوت

.........وظنوني لأهلي قد نسيت

وكيف أنام عن سادات قومي

.........أنا في فضل نعمتهم ربيت

وإن دارت بهم خيل الأعادي

.........ونادوني أجبت متى دعيت

بسيفي حده يزجي المنايا

.........ورمح صدره الحتف المميت

خلقت من الحديد أشد قلبا

.........وقد بلي الحديد وما بليت

وإني قد شربت دم الأعادي

.........بأقحاف الرؤوس وما رويت

وفي الحرب العوان ولدت طفلا

.........ومن لبن المعامعي قد سقيت

فما للرمحي في جسمي نصيب

.........ولا للسيف في أعضاي قوت

ولي بيت علا فلك الثريا

.........تخر لعظم هيبته البيوت

::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::

((قافية الجيم))

(لمن الشموس.....)القصيدة رقم(4)

لمن الشموس عزيزة الأحداج

.........يطلعن بين الوشي والديباج

من كل فائقة الجمال كدمية

.........من لؤلؤ قد صورت في عاج

تمشي وترفل في الثياب كأنها

.........غصن ترنح في نقا رجراج

حفت بهن مناصل وذوابل

.........ومشت بهن ذوامل ونواج

فيهن هيفاء القوام كأنها

.........فلط مشرعة على الأموج

خطف الظلام كسارق من شعرها

.........فكأنما قرن الدجى بدياجي

أبصرت ثم هويت ثم كتمت ما

.........ألقى ولم يعلم بذاك مناجي

فوصلت ثم قدرت ثم عففت من

.........شرف تناهي بي إلى الإنضاج

::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

((قافية الدال))

(فذلك مصرع البطل الجليد) القصيدة رقم(5)

وإثر إغارته على بني زبيد اليمنين,قال عنتره مفتخرا:

ألا من مبلغ أهل الجحود

.........مقال فتى وفى بالعهود

سأخرج للبراز خلي بال

.........بقلب قد من زبر الحديد

وأطعن بالقنا حتى يراني

.........عدوي كالشرارة من بعيد

إذا ما الحرب دارت لي رحاها

.........وطاب الموت للرجل الشديد

ترى بيضا تشعشع في لضاها

.........قد ألتصقت بأعضاء الزنود

فأقحمها ولكن مع رجال

.........كأن قلوبها حجر الصعيد

وخيل عودت خوض المنايا

.........تشيب مفرق الطفل الوليد

سأحمل بالأسود على أسود

.........وأخضب ساعدي بدم الأسود

بمملكة عليها تاج عز

.........وقوم من بني عبس شهود

فأما القائلون هزبر قوم

.........فذاك الفخر لا شرف الجدود

وأما القائلون قتيل طعن

.........فذلك مصرع الرجل الجليد

::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::

((قافية الراء))

(فمن يك سائلا عني) القصيدة رقم(6)

فمن يك سائلا عني فإني

.........وجروة لا ترود ولا تعار

مقربة الشتاء ولا تراها

.........وراء الحي يتبعها المهار

لها بالصيف أصبرة وجل

.........ونيب من كرائمها غزاز

ألا أبلغ بني العشراء عني

.........علانية فقد ذهب السرار

قتلت سراتكم وخسلت منكم

.........خسيلا مثل ما خسل الوبار

ولم نقتلكم سرا ولكن

.........علانية وقد سطع الغبار

فلم يك حقكم أن تشتكونا

.........بني العشراء إذ جد الفخار

::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

((قافية السين))

(ونلت المنى من كل أشوس عابس) القصيدة رقم(7)

يعد عمر بن ود العامري ,من فرسان العرب وصناديدهم المشهورين,ولما بارزه عنتره قال مفتخرا بهذا البراز:

شريت القنا من قبل أن يشتري القنا

.........ونلت المنى من كل أشوس عابس

فما كل من يشتري القنا يطعن العدا

.........ولا كل من يلقي الرجال بفارس

خرجت إلى القرم الكمي مبادرا

.........وقد هجست في القلب مني هواجسي

وقلت لمهري والقنا يقرع القنا

.........تنبه وكن مستيقضا غير ناعس

فجاوبني مهري الكريم وقال لي

.........أنا من جياد الخيل كن أنت فارسي

ولما تجاذبنا السيوف وأفرغت

.........ثياب المنايا كنت أول لا بس

ورمحي إذا ما اهتز يوم كريهة

.........تخر له كل الأسود القناعس

وماهالني ياعبل فيك مهالك

.........ولا راعني هول الكمي الممارس

فدونك ياعمرو بن ود ولا تحل

.........فرمحي ضمآن لدم الأشاوس

::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::

((قافية الشين))

(ضحكت عبيلة ...) القصيدة رقم(Cool

يفتخر عنتره ببطولته وشجاعته فيقول مخاطبا عبله وقد رأته يعالج جرحا من جروح الحرب,فقال:

ضحكت عبلة إذ رأتني عاريا

.........خلق القميص وساعدي مخدوش

لا تضحكي مني عبيلة وأعجبي

.........مني إذا التفت علي جيوش

ورأيت رمحي في القلوب محكما

.........وعليه من فيض الدماء نقوش

ألقى صدور الخيل وهي عوابس

.........وأنا ضحوك نحوها وبشوش

إني أنا ليث العرين ومن له

.........قلب الجبان محير مدهوش

إني لأعجب كيف ينظر صورتي

.........يوم القتال مبارز ويعيش

::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::

((قافية العين))

(وأنا الأسود ......) القصيدة رقم(9)

يقول عنتره في رده على بسطام بن قيس بن مسعود الشيباني:

يا أبا اليقظان أغواك الطمع

.........سوف تلقي فارسا لا يندفع

زرتني تطلب مني غفلة

.........زورة الذئب على الشاة رتع

يا أبا اليقظان كم صيد نجا

.........خالي البال وصياد وقع

إن تكن تشكو لأوجاع الهوى

.........فأنا أشفيك من هذا الوجع

بحسام كلما جردته

.........في يميني كيفما مال قطع

وأنا الأسود والعبد الذي

…......يقصد الخيل إذا النقع ارتفع

نسبتي سيفي ورمحي وهما

.........يؤنساني كلما أشتد الفزع

يابني شيبان عمي ظالم

.........وعليكم ظلمة اليوم رجع

ساق بطاما إلى مصرعه

.........عالقا منه باذيال الطمع

وأنا أقصده في أرضكم

.........وأجازيه على ما قد صنع

::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::

((قافية الفاء))

(كأنها صنم يعتاد معكوف) القصيدة رقم(10)

هذي القصيده في سهيه أو سميه خالة عنتره أي أمراة أبيه وكانت هذه حرضت على ضربه وإيذائه واتهمته بمواقعتها زورا:

آمن سهية دمع العين تذريف

.........لو أن ذا منك قبل اليوم معروف

كأنها يوم صدت ماتكلمني

.........ظبي بعسفان ساجي الطرف مطروف

تجللتني إذا هو بالعصا قبلي

.........كأنها صنم يعتاد معكوف

المال مالكم والعبد عبدكم

.........فهل عذابك عن اليوم مصروف

تنسى بلائي إذا ما غارت لقحت

.........تخرج منها الطوالات السراعيف

يخرجن منها وقد بلت رحائلها

.........بالماء يركضها المرد الغطاريف

قد أطعن الطعنة النجلاء عن عرض

.........تصفر كف أخيها وهو منزوف

:::::::::::::::::::::::::::::::::::

((قافية القاف))

(ولي حسام ....) القصيدة رقم(11)

يفخر عنتره على بني ربيد وقد أغمد السيف في رقاب فرسانهم يقول:

لقد وجدنا زبيدا غير صابرة

.........يوم التقينا وخيل الموت تستبق

إذا أدبروا فعملنا في ظهورهم

.........ما تعمل النار في الحلفى فتحترق

وخالد قد تركت الطير عاكفة

.........على دماه وما في جسمه رمق

خلقت للحرب أحميها إذا بردت

.........وأصطلي بلظاها حيث أحترق

وألتقي الطعن تحت النقع مبتسما

.........والخيل عابسة قد بلها العرق

لو سابقتني المنايا وهي طالبة

.........قبض النفوس أتاني قبلها السبق

ولي جواد لدى الهيجاء ذو شغب

.........يسابق الطير حتى ليس يلتحق

ولي حسام إذا ماسل في رهج

.........يشق هام الأعادي حين يمتشق

أنا الهزبر إذا خيل العدا طلعت

.........يوم الوغى ودماء الشوس تندفق

ما عبست حومة الهيجاء وجه فتى

.........إلا بدرت إليها حيث تستبق

::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::

((قافية الكاف))

(جعلت متن جوادي قبت الفلك) القصيدة رقم(12)

يخاطب هاهنا عنتره عبله فيذكرها ببطولاته وشجاعته فيقول:

ياعبل إن كان ظل القسطل الملك

.........أخفى عليك قتالي يوم معتركي

فسائلي فرسي هل كنت أطلقه

.........إلا على موكب كالليل محتبك

وسائلي السيف عني هل ضربت به

.........يوم الكريهة إلا هامة الملك

وسائلي الرمح عني هل طعنت به

.........إلا المدرع بين النحر والحنك

أسقي الحسام وأسقي الرمح نهلته

.........وأتبع القرن لا أخشى من الدرك

كم ضربة لي بحد السيف قاطعة

.........وطعنة شكت القربوس بالكرك

لو لا الذي ترهب الأملاك قدرته

.........جعلت متن جوادي قبت الفلك

::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::

((قافية اللام))

(وعين نومها أبدا قليل) القصيدة رقم(13)

ويشكو عنتره لوعة الحب والهجر فيقول:

دموع في الخدود لها مسيل

.........وعين نومها أبدا قليل

وصب لا يقر له قرار

.........ولا يسلو ولو طال الرحيل

فكم أبلي بإبعاد وبين

.........وتشجيني المنازل والطلول

وكم أبكي على ألف شجاني

.........وما يغني البكاء ولا العويل

تلاقينا فما أطفا التلاقي

.........لهيبا لا ولا برد الغليل

طلبت من الزمان صفاء عيش

.........وحسبك قدر مايعطي البخيل

وها أنا ميت إن لم يعني

.........على أسر الهوى الصبر الجميل

::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::

((قافية الميم))

(ياعبل لو أبصرتني لرايتني) القصيدة رقم(14)

ويفخر عنتره بشجاعته وعفته فيقول:



وتظل عبلة في الخدور تجرها

.........وأظل في حلق الحديد المبهم

ياعبل لو أبصرتني لرأيتني

.........في الحرب أقدم كالهزبر الضيغم

وصغارها مثل الدبى وكبارها

.........مثل الضفادع في غدير مقحم

يدعون عنتر والدروع كأنها

.........حدق الضفادع في غدير أدهم

تسعى حلائلنا إلى جثمانه

.........بجنى الأراك تفيئة والشبرم

فأرى مغانم لو أشاء حويتها

.........فيصدني عنها كثير تحشمي
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

((قافية النون))

(ياطائر البان قد هيجت أشجاني) القصيدة رقم(15)

ولما حمل عبلة أبوها إلى بلاد نائية عن بلاد عنتره, فقال عنتره:

ياطائر البان قد هيجت أشجاني

.........وزدتني طربا ياطائر البان

إن كنت تندب إلفا قد فجعت به

.........فقد شجاك الذي بالبين أشجاني

زدني من النوح واسعدني على حزني

.........حتى ترى عجبا من فيض أجفاني

وقف لتنظر مابي لا تكن عجلا

.........واحذر لنفسك من أنفاس نيراني

وطر لعلك في أرض الحجاز ترى

.........ركبا على عالج أو دون نعمان

يسري بجارية تنهل أدمعها

.........شوقا إلى وطن ناء وجيران

ناشدتك الله ياطير الحمام إذا

.........رأيت يوما حمول القوم فانعاني

وقل طريحا تركناه وقد فنيت

.........دموعه وهو يبكي بالدم القاني
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::

((قافية الهاء))

(والخيل تعثر في الوغى بقناها) القصيدة رقم(16)

من عيون مفاخر عنتره ,شعره الذي يقول فيه :

ياعبل أين من المنية مرهبي

.........إن كان ربي في السماء قضاها

وكتيبة لبستها بكتيبة

.........شهباء باسلة يخاف رداها

خرساء ظاهرة الأداة كأنها

.........نار يشب وقودها بلظاها

فيها الكماة بنو الكماة كأنهم

.........والخيل تعثر في الوغى بقناها

شهب بأيدي القابسين إذا بدت

.........بأكفهم بهر الظلام سناها

صبر أعدوا كل أجرد سابح

.........ونجيبة ذبلت وخف حشاها

يعدون بالمستلئمين عوابسا

.........قودا تشكى أينها ووجاها

يحملن فتيانا مداعس بالقنا

.........وقلرا إذا مالحرب خف لواها

من كل أروع ماجد ذي صولة

.........مرس إذا لحقت خصى بكلاها

وصحابة شم الأنوف بعثتهم

.........ليلا وقد مال الكرى بطلاها

وسريت في وعث الظلام أقودهم

.........حتى رأيت الشمس زال ضحاها

ولقيت في قبل الهجير كتيبة

.........فطعنت أول فارس أولاها

وضربت قرني كبشها فتجدلا

.........وحملت مهري وسطها فمضاها

حتى رأيت الدهم بعد سوادها

.........حمر الجلود خضبن من جرحاها

يعثرن في نقع النجيع جوافلا

.........ويطأن من حمي الوغى صرعاها

فرجعت محمودا برأس عظيمها

.........وتركتها جزرا لمن ناواها

ما استمت أنثى نفسها في موطن

.........حتى أوفي مهرها مولاها

ولما رزات أخا حفاظ سلعة

.........إلا له عندي بها مثلاها

أغشى فتاة الحي عند حليلها

.........وإذا غزت في الجيش لا أخشاها

إني امروء سمح الخليفة ماجد

.........لا أتبع النفس اللجوج هواها

ولئن سالت بذاك عبلة خبرت

.........أن لا أريد من النساء سواها

وأجيبها إما دعت لعظيمة

.........وأغيثها وأعف عما ساها

::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

((قافية الياء))

(ألا يادار عبلة...) القصيدة رقم(17)

ويفتخر عنترة بعد أن يهل شعره بالطلل,فيقول:

ألا يادلر عبلة بالطوي

.........كرجع الوشم في كف الهدي

كوحي صحاءف من عهد كسرى

.........فأهداها لأعجمي طمطمي

أمن زوا الحوادث يوم تسمو

.........بنو جرمي لحرب بني عدي

إذا اضطربوا سمعت الصوت فيهم

.........خفيا غير صوت المشرفي

وغير نوافد يخرجن منهم

.........بطعن مثل أشطان الركي

وقد خذلتهم ثغل بن عمرو

.........سلاما فيهم والجرولي

::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::


((قافية الألف المقصوره))

(ماكل يوم تسعف القوم المنى) القصيدة رقم(18)

ومن نادر أرجاز عنترة في الحرب. وهي تشتمل بيت واحد:

لكل جار حين يجري منتهى

.........ماكل يوم تسغف القوم المنى

حقا ولا تخطئهم سبل الردى
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
::::::::::::::::::::::::::::::::::

(ولا تختر فراشا من حريري) هذه من أجمل قصائد عنترة بن شداد العبسي,

ويشيد عنترة ببطولته وما أبداه من جلد وصبر في يوم المصانع ,باليمن فيقول مفتخرا:

إذا كشفت الزمان لك القناع

.........ومد أليك صرف الدهر باع

فلا تخشى المنية القينها

.........ودافع لها ما استطعت دفاعا

ولا تختر فراشا من حريري

.........ولاتبكي المنازل والبقاعا

وحولك نسوة يندبن حزنا

.........ويهتكن البراقع واللفاعا

يقول لك الطبيب دواك عندي

.........إذا ما جس كفك والذراعا

ولو عرف الطبيب دواء داء

.........يرد الموت ماقاسا النزاعا

في يوم المصانع قد تركنا

.........لنا بفعالنا خبرا مشاعا

أقمنا بالذوابل سوق حرب

.........وصيرنا النفوس لها متاعا

حصاني كان دلال المنايا

.........فخاض غبارها وشرى وباعا

وسيفي كان في الهيجاء طبيبا

.........يداوي رأس من يشكوا الصداعا

أنا العبد الذي خبرت عنه

.........وقد عاينتني فدع السماعا

ولو أرسلت رمحي مع جبان

.........لكان بهيبتي يلقي السباعا

ملأت الأرض خوفا من حسامي

.........وخصمي لم يجد فيها أتساعا

إذا الأبطال فرت خوف بأسي

.........ترى الأقطار باعا أو ذراعا
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::

هذا إختصار للديوان الشعري للشاعر والمحارب البطل عنترة بن شداد العبسي

كتبت لكم من كل قافية قصيده وإنشاءالله أن يتم نشر معلقته عما قريب وأرجوا أن تنال رضاكم هذه القصائد .




معلقة عنترة بن شداد
هَلْ غَادَرَ الشُّعَرَاءُ منْ مُتَرَدَّمِ
أم هَلْ عَرَفْتَ الدَّارَ بعدَ تَوَهُّمِ
يَا دَارَ عَبْلةَ بِالجَواءِ تَكَلَّمِي
وَعِمِّي صَبَاحاً دَارَ عبْلةَ واسلَمِي
فَوَقَّفْتُ فيها نَاقَتي وكَأنَّهَا
فَدَنٌ لأَقْضي حَاجَةَ المُتَلَوِّمِ
وتَحُلُّ عَبلَةُ بِالجَوَاءِ وأَهْلُنَا
بالحَزنِ فَالصَّمَانِ فَالمُتَثَلَّمِ
حُيِّيْتَ مِنْ طَلَلٍ تَقادَمَ عَهْدُهُ
أَقْوى وأَقْفَرَ بَعدَ أُمِّ الهَيْثَمِ
حَلَّتْ بِأَرض الزَّائِرينَ فَأَصْبَحَتْ
عسِراً عليَّ طِلاَبُكِ ابنَةَ مَخْرَمِ
عُلِّقْتُهَا عَرْضاً وأقْتلُ قَوْمَهَا
زعماً لعَمرُ أبيكَ لَيسَ بِمَزْعَمِ
ولقد نَزَلْتِ فَلا تَظُنِّي غَيْرهُ
مِنّي بِمَنْزِلَةِ المُحِبِّ المُكْرَمِ
كَيفَ المَزارُ وقد تَربَّع أَهْلُهَا
بِعُنَيْزَتَيْنِ وأَهْلُنَا بِالغَيْلَمِ
إنْ كُنْتِ أزْمَعْتِ الفِراقَ فَإِنَّمَا
زَمَّت رِكَائِبُكُمْ بِلَيْلٍ مُظْلِمِ
مَا رَاعَني إلاَّ حَمولةُ أَهْلِهَا
وسْطَ الدِّيَارِ تَسُفُّ حَبَّ الخِمْخِمِ
فِيهَا اثْنَتانِ وأَرْبعونَ حَلُوبَةً
سُوداً كَخافيةِ الغُرَابِ الأَسْحَمِ
إذْ تَسْتَبِيْكَ بِذِي غُروبٍ وَاضِحٍ
عَذْبٍ مُقَبَّلُهُ لَذيذُ المَطْعَمِ
وكَأَنَّ فَارَةَ تَاجِرٍ بِقَسِيْمَةٍ
سَبَقَتْ عوَارِضَها إليكَ مِن الفَمِ
أوْ روْضةً أُنُفاً تَضَمَّنَ نَبْتَهَا
غَيْثٌ قليلُ الدَّمنِ ليسَ بِمَعْلَمِ
جَادَتْ علَيهِ كُلُّ بِكرٍ حُرَّةٍ
فَتَرَكْنَ كُلَّ قَرَارَةٍ كَالدِّرْهَمِ
سَحّاً وتَسْكاباً فَكُلَّ عَشِيَّةٍ
يَجْرِي عَلَيها المَاءُ لَم يَتَصَرَّمِ
وَخَلَى الذُّبَابُ بِهَا فَلَيسَ بِبَارِحٍ
غَرِداً كَفِعْل الشَّاربِ المُتَرَنّمِ
هَزِجاً يَحُكُّ ذِراعَهُ بذِراعِهِ
قَدْحَ المُكَبِّ على الزِّنَادِ الأَجْذَمِ
تُمْسِي وتُصْبِحُ فَوْقَ ظَهْرِ حَشيّةٍ
وأَبِيتُ فَوْقَ سرَاةِ أدْهَمَ مُلْجَمِ
وَحَشِيَّتي سَرْجٌ على عَبْلِ الشَّوَى
نَهْدٍ مَرَاكِلُهُ نَبِيلِ المَحْزِمِ
هَل تُبْلِغَنِّي دَارَهَا شَدَنِيَّةَ
لُعِنَتْ بِمَحْرُومِ الشَّرابِ مُصَرَّمِ
خَطَّارَةٌ غِبَّ السُّرَى زَيَّافَةٌ
تَطِسُ الإِكَامَ بِوَخذِ خُفٍّ مِيْثَمِ
وكَأَنَّمَا تَطِسُ الإِكَامَ عَشِيَّةً
بِقَريبِ بَينَ المَنْسِمَيْنِ مُصَلَّمِ
تَأْوِي لَهُ قُلُصُ النَّعَامِ كَما أَوَتْ
حِزَقٌ يَمَانِيَّةٌ لأَعْجَمَ طِمْطِمِ
يَتْبَعْنَ قُلَّةَ رأْسِهِ وكأَنَّهُ
حَرَجٌ على نَعْشٍ لَهُنَّ مُخَيَّمِ
صَعْلٍ يعُودُ بِذِي العُشَيرَةِ بَيْضَةُ
كَالعَبْدِ ذِي الفَرْو الطَّويلِ الأَصْلَمِ
شَرَبَتْ بِماءِ الدُّحرُضينِ فَأَصْبَحَتْ
زَوْراءَ تَنْفِرُ عن حيَاضِ الدَّيْلَمِ
وكَأَنَّما يَنْأَى بِجانبِ دَفَّها ال
وَحْشِيِّ مِنْ هَزِجِ العَشِيِّ مُؤَوَّمِ
هِرٍّ جَنيبٍ كُلَّما عَطَفَتْ لهُ
غَضَبَ اتَّقاهَا بِاليَدَينِ وَبِالفَمِ
بَرَكَتْ عَلَى جَنبِ الرِّدَاعِ كَأَنَّما
بَرَكَتْ عَلَى قَصَبٍ أَجَشَّ مُهَضَّمِ
وكَأَنَّ رُبًّا أَوْ كُحَيْلاً مُقْعَداً
حَشَّ الوَقُودُ بِهِ جَوَانِبَ قُمْقُمِ
يَنْبَاعُ منْ ذِفْرَى غَضوبٍ جَسرَةٍ
زَيَّافَةٍ مِثلَ الفَنيقِ المُكْدَمِ
إِنْ تُغْدِفي دُونِي القِناعَ فإِنَّنِي
طَبٌّ بِأَخذِ الفَارسِ المُسْتَلْئِمِ
أَثْنِي عَلَيَّ بِمَا عَلِمْتِ فإِنَّنِي
سَمْحٌ مُخَالقَتي إِذَا لم أُظْلَمِ
وإِذَا ظُلِمْتُ فإِنَّ ظُلْمِي بَاسِلٌ
مُرٌّ مَذَاقَتُهُ كَطَعمِ العَلْقَمِ
ولقَد شَربْتُ مِنَ المُدَامةِ بَعْدَما
رَكَدَ الهَواجرُ بِالمشوفِ المُعْلَمِ
بِزُجاجَةٍ صَفْراءَ ذاتِ أَسِرَّةٍ
قُرِنَتْ بِأَزْهَر في الشَّمالِ مُقَدَّمِ
فإِذَا شَرَبْتُ فإِنَّنِي مُسْتَهْلِكٌ
مَالي وعِرْضي وافِرٌ لَم يُكلَمِ
وإِذَا صَحَوتُ فَما أَقَصِّرُ عنْ نَدَىً
وكَما عَلمتِ شَمائِلي وتَكَرُّمي
وحَلِيلِ غَانِيةٍ تَرَكْتُ مُجدَّلاً
تَمكُو فَريصَتُهُ كَشَدْقِ الأَعْلَمِ
سَبَقَتْ يَدايَ لهُ بِعاجِلِ طَعْنَةٍ
ورِشاشِ نافِذَةٍ كَلَوْنِ العَنْدَمِ
هَلاَّ سأَلْتِ الخَيلَ يا ابنةَ مالِكٍ
إنْ كُنْتِ جاهِلَةً بِمَا لَم تَعْلَمِي
إِذْ لا أزَالُ عَلَى رِحَالةِ سَابِحٍ
نَهْدٍ تعاوَرُهُ الكُماةُ مُكَلَّمِ
طَوْراً يُجَرَّدُ للطَّعانِ وتَارَةً
يَأْوِي إلى حَصِدِ القِسِيِّ عَرَمْرِمِ
يُخْبِركِ مَنْ شَهَدَ الوَقيعَةَ أنَّنِي
أَغْشى الوَغَى وأَعِفُّ عِنْد المَغْنَمِ
ومُدَّجِجٍ كَرِهَ الكُماةُ نِزَالَهُ
لامُمْعنٍ هَرَباً ولا مُسْتَسْلِمِ
جَادَتْ لهُ كَفِّي بِعاجِلِ طَعْنةٍ
بِمُثَقَّفٍ صَدْقِ الكُعُوبِ مُقَوَّمِ
فَشَكَكْتُ بِالرُّمْحِ الأَصَمِّ ثِيابهُ
ليسَ الكَريمُ على القَنا بِمُحَرَّمِ
فتَركْتُهُ جَزَرَ السِّبَاعِ يَنَشْنَهُ
يَقْضِمْنَ حُسْنَ بَنانهِ والمِعْصَمِ
ومِشَكِّ سابِغةٍ هَتَكْتُ فُروجَها
بِالسَّيف عنْ حَامِي الحَقيقَة مُعْلِمِ
رَبِذٍ يَدَاهُ بالقِدَاح إِذَا شَتَا
هَتَّاكِ غَاياتِ التَّجارِ مُلَوَّمِ
لمَّا رَآنِي قَدْ نَزَلتُ أُريدُهُ
أَبْدَى نَواجِذَهُ لِغَيرِ تَبَسُّمِ
عَهدِي بِهِ مَدَّ النَّهارِ كَأَنَّما
خُضِبَ البَنَانُ ورَأُسُهُ بِالعَظْلَمِ
فَطعنْتُهُ بِالرُّمْحِ ثُمَّ عَلَوْتُهُ
بِمُهَنَّدٍ صافِي الحَديدَةِ مِخْذَمِ
بَطلٌ كأَنَّ ثِيابَهُ في سَرْجةٍ
يُحْذَى نِعَالَ السِّبْتِ ليْسَ بِتَوْأَمِ
ياشَاةَ ما قَنَصٍ لِمَنْ حَلَّتْ لهُ
حَرُمَتْ عَلَيَّ وَلَيْتَها لم تَحْرُمِ
فَبَعَثْتُ جَارِيَتي فَقُلْتُ لها اذْهَبي
فَتَجَسَّسِي أَخْبارَها لِيَ واعْلَمِي
قَالتْ : رَأيتُ مِنَ الأَعادِي غِرَّةً
والشَاةُ مُمْكِنَةٌ لِمَنْ هُو مُرْتَمي
وكأَنَّمَا التَفَتَتْ بِجِيدِ جَدَايةٍ
رَشَاءٍ مِنَ الغِزْلانِ حُرٍ أَرْثَمِ
نُبّئتُ عَمْراً غَيْرَ شاكِرِ نِعْمَتِي
والكُفْرُ مَخْبَثَةٌ لِنَفْسِ المُنْعِمِ
ولقَدْ حَفِظْتُ وَصَاةَ عَمِّي بِالضُّحَى
إِذْ تَقْلِصُ الشَّفَتَانِ عَنْ وَضَحِ الفَمِ
في حَوْمَةِ الحَرْبِ التي لا تَشْتَكِي
غَمَرَاتِها الأَبْطَالُ غَيْرَ تَغَمْغُمِ
إِذْ يَتَّقُونَ بيَ الأَسِنَّةَ لم أَخِمْ
عَنْها ولَكنِّي تَضَايَقَ مُقْدَمي
لمَّا رَأيْتُ القَوْمَ أقْبَلَ جَمْعُهُمْ
يَتَذَامَرُونَ كَرَرْتُ غَيْرَ مُذَمَّمِ
يَدْعُونَ عَنْتَرَ والرِّماحُ كأَنَّها
أشْطَانُ بِئْرٍ في لَبانِ الأَدْهَمِ
مازِلْتُ أَرْمِيهُمْ بِثُغْرَةِ نَحْرِهِ
ولِبانِهِ حَتَّى تَسَرْبَلَ بِالدَّمِ
فَازْوَرَّ مِنْ وَقْعِ القَنا بِلِبانِهِ
وشَكَا إِلَىَّ بِعَبْرَةٍ وَتَحَمْحُمِ
لو كانَ يَدْرِي مَا المُحاوَرَةُ اشْتَكَى
وَلَكانَ لو عَلِمْ الكَلامَ مُكَلِّمِي
ولقَدْ شَفَى نَفْسي وَأَذهَبَ سُقْمَهَا
قِيْلُ الفَوارِسِ وَيْكَ عَنْتَرَ أَقْد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الشعر الجاهلى واصحاب المعلقات جزء 3
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الشعر الجاهلى واصحاب المعلقات جزء 2
» الشعر الجاهلى واصحاب المعلقات جزء1
» الشعر الجاهلى واصحاب المعلقات جزء 4 عمرو بن كلثوم
» الشعر الجاهلى وقصيدة لزهير بن ابى سلمى
» اصحاب المعلقات

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الحسانى :: الثقافة العامة :: الثقافة الادبية-
انتقل الى: